التحليل النفسي للهستيريا {لفرويد}


التحليل النفسي للهستيريا لفرويد الحلم لدراسة المرض بقلم ابراهيم العريس ذات يوم زارت عيادة سسيغموند فرويسد فسي فيينسا صسبية حسسناء سسيعطيها رائد التحليل النفسي في كتابته عنها اسم دورا وهو ليس اسمها الحقيقي بالطبع وكان فرويد يعرف تلك الصبية لنه قبل ذلك بخمسسة عشسر شسهرا كسان أنهسى معالجته لها من حال هستيرية مستعصية كما كان كتب عنها دراسسسة متكاملسسة وحول تلك الزيسارة كتسب فرويسد يومهسا وصسلتني للمسرة الولسى أخبسار عسن صحة مريضتي وعن نتائج علجي لها ففسي يسوم ليسس تساريخه عسديم الدللسة وهو الول من نيسان ابريل جاءتني الفتاة لتكمل قصتها وتسألني العون مسسن جديد غير ان سيماءها كانت تنم من النظرة الولى عن ان طلبها هذه المرة يجب أ ل يحمل على محمل الجدية إذا خلل تلك الزيارة الجديدة لم يحمل فرويد المر على محمل الجدية لكنه قبل ذلك حين جاءته تلك الفتاة مريضة حقا وعالجها تعامل مع المر بكل جدية بل تعامل مع مريضته تلك في شكل جعله ما إن ينتهي من علج حالها يكتب عنها تقريرا موسعا اعتبره كثر خرقا لميثاق الشرف الطبي مع ان فرويد لم يحدد أبدا السم الحقيقي للفتاة ول وضع أية اشارة تكشف حقا هويتها - وهذا التقرير صار هو النص الشهير المعنون التحليل النفسي للهستيريا حالة دورا والذي سيشكل جزءا من واحد من أهم كتب فرويد خمس حالت من التحليل النفسي ونحن نعرف اليوم ان حالة دورا تعتبر علمة فارقة في تاريخ التحليل النفسي كله كما في عمل فرويد إذ يعتبر ذلك النص أول تقرير مفصل وميداني عن التحليل النفسي لحالة عصابية اضافة الى انه أتى تطبيقا عمليا للنظريات التي كان بحثها فرويد في كتابه الساس تفسير الحلم نشر فرويد نص التحليل النفسي للهستيريا في العام 1905 العام الذي lt يعتبر مفصليا في تاريخ التحليل النفسي ويفيدنا تاريخ الرجل انه تردد طوي ل قبل ان ينشر هذا النص قبل أن يقرر في نهاية المر تقديم مصلحة العلم على مبادئ المواثيق الخلقية الطبية ناشر التقرير من دون استئذان دورا أو استئذان أهلها وفرويد نفسه يفيدنا انه كان عازما أول المر على أن يعنون نصه هذا بس الحلم والهستيريا إذ من خلل حال دورا التي حين نقلت اليه
للمرة الولى كانت في الثامنة عشرة من عمرها كان يريد أن يدرس وبالتحديد كيف ان تأويل الحلم يتشابك مع تاريخ العلج وكيف يمكن من طريق تأويل الحلم هذا سد ثغرات سبات الذاكرة وفهم أعراضه وكانت دورا حالة فريدة من نوعها بالنسبة الى فرويد في ذلك الحين فهي بدت منذ البداية مصابة بحال من الكتتاب يصاحبها غثيان ودواخ دائمان وعوارض صحية فيزيائية أخرى مثل السعال المتواصل وانحباس الصوت والتوتر العصبي ما كان دفعها مرات عدة الى محاولة النتحار ومنذ البداية أدرك فرويد انه هنا في ازاء حالة من الهستيريا الصغيرة التي لم يكن للمعالجات التقليدية المعتادة ان تنجح معها ومن هنا اجتنب فرويد خلل معالجته الصبية أية محاولت للمعالجة من طريق الدوية أو ما شابه ليركز بحثه حول الحياة العائلية للفتاة مستجوبا إياها خلل ساعات وساعات دافعا إياها الى البوح بأمور كثيرة تتعلق ببعض أعماق السرار العائلية بل ان فرويد وصل هنا الى أكثر من هذا فهو إذ رأى ان الوضعية ملئمة هنا لتطبيق نظريته حول الحلم ومفعولها في صاحبها إذ تكشف عن خفايا في شخصيته ول سيما عما يمكن وصفه بسالمسكوت عنه راح يدفع دورا الى الحكي المطول والتفصيلي عن أحلمها مركزا على حلمين معينين رأى انهما يستجيبان تماما نظرياته حول علقة الحلم بالهستيريا وهكذا عبر هذا المنهج الستنباطي الذي كان من حظ فرويد ومن حظ التحليل النفسي ان دورا تجاوبت معه في شكل جيد توصل مؤسس التحليل النفسي الى جذور علة دورا انها جذور تكمن إذا في وسط البيئة العائلية وفي علقات دورا ببيئتها تلك وكان التركيز بالنسبة اليه على النقاط التية ان دورا تشعر بانجذاب قوي نحو أبيها ل يقابله من طرف هذا الب أي تعاطف بل ان الب يبدو عاجزا عن أي حب ومع هذا هو على علقة مع زوجة أحد أصدقائه وفي هذا الطار وإذ تعرف دورا أشياء كثيرة حول هذه العلقة لبيها اكتشف فرويد أن دورا تعيش حكايات متخيلة حول العلقة متمنية في عمق أعماقها أن تكون هي مكان السيدة أما حواجزها الداخلية التي تحول بينها وبين القرار داخلها بهذا النجذاب فهي التي تكمن في خلفية كل أنواع الصعاب التي تعيشها مهما يكن من أمر فإن فرويد نفسه يفيدنا في نصه هذا بأنه كان سبق له أن عالج والد دورا من اضطراب عصبي ناجم عن اصابته بمرض الزهري ومن هنا من خلل معالجة الب ثم معالجة البنة كان في إمكان فرويد ان
يجمع كل خيوط الحالة التي يدرسها وهكذا دخلت في الموضوع عناصر مثل الم التي كانت بدورها تشكو مما كان يسمى في ذلك الحين عصاب ربة البيت التي يهجرها زوجها وهذه الم كانت كنتيجة لذلك تصب كل ما لديها من عاطفة وحب على ابنها وقد ساعد هذا المر في انحياز دورا بعاطفتها ناحية ابيها علما أن زوج السيدة التي كان الب على علقة معها كان هو نفسه الذي ستروي دورا لفرويد أنه كان يغازلها مطاردا إياها من دون هوادة الى درجة انه تمكن من تقبيلها وهي في الرابعة عشرة من العمر كان من الواضح هنا ان فرويد اصبح على تماس مع حكاية تبدو الى حد ما lt نموذجية تجمع الكثير من الحكايات ومن هنا لم يكن من الصعب على الطبيب ان يعالج الحالة بسرعة حيث ان العلج لم يستغرق أكثر من أحد عشر أسبوعا بل ان التحليل لم يكن تحلي ل بالمعنى التقليدي إذ تركز في شكل أساس على تحليل حلمين أساسيين من أحلم دورا كما أسلفنا إذ ان فرويد بعد مقارنته أحلم دورا بالواقع المروي سيقول لنا ان العجز عن تلبية المتطلبات الواقعية للحب هو سمة من السمات المميزة للعصاب فالعصابيون يرزحون تحت وطأة التعارض بين الواقع وتخييلت ل شعورهم وما يصبون اليه تواقين في أحلم يقظتهم يهربون منه مع ذلك حالما يتيحه لهم الواقع وهذا القول إنما يرتبط هنا في حالة دورا بروايتها عن علقتها مع السيد ك زوج السيدة التي يرتبط معها الب بعلقة وهي علقة أساسها يرتبط بأحلمها ومن هنا نجد فرويد يختتم نصه قائ ل لقد كان لي هدفان من نشر هذا النص غير الكامل أو ل ان استكمل كتابي تفسير الحلم ببيان كيفية استخدام هذا الفن للكشف عن الجزاء الخفية المكبوتة في النفس البشرية وثانيا ان اوقظ الهتمام ببعض الظواهر التي ل يزال العلم حتى الن يجهلها جه ل مطلقا إذ ل سبيل الى كشفها إل بتطبيق هذا المنهج تحديدا والحال ان سيغموند فرويد 1939 1856 كان له ما أراد إذ تمكن من lt تحقيق هدفيه معا على رغم ان نشر هذا النص قد أثار في وجه الرجل عاصفة لم تهدأ بسرعة عاصفة كانت هي في خلفية التبريرات الكثيرة التي اضطر فرويد الى نشرها هو الذي قال اذا كان أخذ علي أمس انني أتجنب ذكر أي شيء عن مرضاي ها هو يؤخذ علي اليوم كوني أسرف في الحديث عنهم متجاوزا حدودي
ومهما يكن سواء أكان فرويد يسرف في الحديث المباشر عن المرض أو يض ن بذلك الحديث من المؤكد ان معظم بحوثه وكتاباته ومحاضراته إنما انطلقت دائما من شخصيات ميدانية لشخاص مرضى حقيقيين حتى وإن كان دائما تجنب الشارة الى ذلك مركزا دائما على عدم البوح بأي اسم وهو في دراسته هذه لم يخرج عن منطقه وسبيله المعتادين وهو لئن كان تحدث عن دورا بوضوح وتفصيل فإنه أكد وسيؤكد دائما انه اسم مستعار ما يعني تعميم الحالة ل فضحها نق ل عن مقال ابراهيم العريس - الحياة 17 حزيران 2005
تحميل

PDF

13792 مشاهدة.

Younes Elmansouri

Younes Elmansouri

كتاب موجه لتلاميذة السنة أولى علوم تجريبية لتوسيع معارفهم حل مجزوءة الإنسان ! مادة : الفلسفة
أرسلت .



كلمات مفتاحية :
التحليل النفسي للهستيريا لفرويد
التحليل النفسي للهستيريا لفرويد bacdoc bac doc dok document cours bacalaureat bacalauréat baccalauréat bacalauréat bacalaureat baccalauréa baccalaurea maroc باك دوك باكدوك دروس بكالوريا باكلوريا باكالوريا المغرب 2014 2015 2016