مفهوم الغير

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik مفهوم الغير تقديم إشكالي إن كون الشخص أنا وعية حرة مسؤولة أخالقيا و قانونيا أي ذات تملك الوعي و الحرية إرادة ال يعني انه قادر على العيش وحيدا منعزال على اآلخرين فالشخص كائن اجتماعي ال يستطيع العيش خارج الجماعة بل هو في حاجة إليها لتحقيق ذاته و الوعي بها فالغير ضرورة ملحة بالنسبة لألنا فحضوره مسألة أساسية و ملحة إلكمال وعي األنا بذاتها و الوعي بوجودها فكيف يتحدد وجود الغير إذن هل يمكن لألنا أن تعيش بمعزل عن الغير أم أن وجوده مشروط بوجود الغير هل يمكن معرفة الغير هل معرفته ممكنة أم مستحيلة ماهي طبيعة العالقة بين األنا و الغير هل هي عالقة تكامل و تواصل أم عالقة تنافر وصراع - العدم عكس الوجود الشكل و ال لون غير محدد - الوجود بالذات الوجود المادي كشيء كموضوع دون وعي - الوجود للذات الوجود الواعي كذات واعية تعني وجودها ووجود الغير و العالم الخارجي

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik المحور األول وجود الغير إن وجود الغير يجد جذوره في الفلسفة اليونانية من خالل مجموعة من المفاهيم التي أنتجتها مثل مفهوم التطابق أو الهوهو في مقابل االختالف و الوحدة في مقابل الكثرة أن اليونان لم يبلوروا مفهوم الغير باعتباره أنا اخر بل اعتبروه كل ما ليس ومخالف للذات فالتقابل بالنسبة إليهم كان بين اليونان من جهة و الشعوب األخرى وبين اإلنسان و العالم الخارجي فلم يتبلور هذا المفهوم بالمعنى الحديث إال مع فلسفة هيكل في مقابل الفلسفة الذاتية لديكارت أطروحة ديكارت الفلسفة الذاتية يؤكد ديكارت أن وجود اإلنسان كقوة فاعلة متميزة عن غيرها من الكائنات ال يتحقق إال بملكة التفكير التي تتيح له الوعي بذاته و باآلخرين فالتفكير دليل وجودي على وجود الذات ما دام الشك تفكير وما دام التفكير ال يمكن أن يصدر إال عن ذات موجودة quotأنا أشك أنا أفكر إذن أنا موجود quot و الشك عند ديكارت منهجي فهو سبيل إلى اليقين و الشك تفكير و التفكير دليل على وجود الذات وبهذا يخلص ديكارت إلى أن األنا أفكر quot COGITOquot حقيقة يقينية بديهية ال يمكن الشك فيها و ليست في حاجة إلى وساطة الغير إلثباتها مما يجعل األنا عند ديكارت حقيقة يقينية و ذات منعزلة مستقلة ومنغلقة أما الغير فوجوده افتراضي احتمالي فاألنا تعي ذاتها بذاتها وتدرك وجودها من تلقاء ذاتها لذلك فاألنا ليست في حاجة إلى وساطة الغير لتأكيد وجودها ووعيها بذاتها لكن أليس عدم اليقين من وجود الغير هو عدم يقين من وجود الذات و عدم امتالك وعي كامل بها

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik أطروحة HEGEL اذا كان ديكارت يعتبر األنا ذاتا منغلقة منعزلة مستقلة عن اآلخرين تكفي بذاتها مما يجعلها كيانا ميتافيزيقيا مجردا مطابقا لذاته يعيش في عزلة مطلقة عن العالم و اآلخرين فإن هيجل خالفا لذلك يعتبر األنا ليست معرفة جاهزة أو معطى طبيعي فمعرفته لذاته ال تتحقق إال من خالل الغير عبر االنفتاح وتجاوز التقوقع و االنغالق فاألنا تغادر انغالقها لتنفتح على الغير لتنتزع منه االعتراف بها كذات واعية حرة إال أنها تصطدم برغبة الغير الذي يرغب في نفس الرغبة أي انتزاع االعتراف به كذات واعية حرة مما يؤدي إلى أن يغامر كل منهما بحياته في عملية صراع ينتهي بتنازل احد الطرفين عن حريته و إرادته حفاظا على حياته فيقبل أن يتحول إلى موضوع وشيء أي إلى أداة فيكون وجوده من اجل اآلخر أي وعيا خاضعا تابعا أي عبدا بينما يتشبث الطرف اآلخر بحريته و إرادته ويفضل الموت عن التنازل عنهما فيكون وجوده وجودا لذاته فيتحقق وعيا خالصا وبذلك يكتمل وعيه بذاته استنتاج - إذن فالوعي بالذات يتطلب تجاوز انغالق الذات على ذاتها و الخروج نحو اآلخر و االنفتاح عليه ألن وعيها ال يكتمل إال باعتراف اآلخر و بذلك فوجود الغير ضروري لوجوداألنا و مكون له و ليس مجرد وجود افتراضي احتمالي كما يرى ديكارت نص جون بول سارتر اإلشكال الذي يجيب عنه النص كيف يتحدد وجود الغير بالنسبة لالنا هل وجود الغير ضروري لوجود األنا أطروحة النص خالفا لديكارت يؤكد سارتر أن وجود الغير ضروري لوجود األنا فمن خالل الغير يدرك األنا وجوده ويعيه ويدرك قيمته فالغير ليس شيئا أو موضوعا كباقي األشياء إنما هو ذات واعية حرة أي أنا آخر أو األنا الذي ليس أنا مما يجعله مكون لألنا وشرط ضروري لوجوده لكن العالقة مع الغير هي عالقة صراع ونفي فكل منهما يتحول تحت نظرة اآلخر إلى موضوع وشيء لكن األنا في حاجة إلى الغير ومن خالل تجاوز تلك النظرة و التعالي عليها يحقق األنا وجوده وحريته ليصبح اللقاء بين األنا و الغير لقاء بين حريته وحرية ومن خالل هذا اللقاء وهذه المواجهة يحقق األنا ذاته كذات حرة متعالية البنية الحجاجية يوظف النص أسلوبا حجاجيا يعتمد آلية اإلثبات و التأكيد فهو يؤكد أن وجود الغير ضروري لوجود األنا كما يوظف آلية النفي حيث ينفي إمكانية استغناء األنا عن الغير إلثبات وجوده و إدراكه وقد وضح ذلك اعتمادا على أمثلة

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik استنتاج - إذا كان ديكارت قد انطلق من تجربة الشك ليضع األنا الذي يشك أي يفكر في عزلة وجودية مطلقة ال تحتاج إلى وساطة اآلخرين و العالم الخارجي إلدراك وجوده و الوعي به فاألنا أفكر حقيقة يقينية في حين يعتبر وجود الغير وجودا احتمالي افتراضي و إذا كان هيكل يعتبر أن اكتمال وعي األنا بذاته يقتضي خروجا للذات من انغالقها و انفتاحها على الغير النتزاع االعتراف بها منه كذات واعية حرة إال أن هذه الرغبة تصطدم برغبة الغير فهو يرغب في نفس الرغبة أي انتزاع االعتراف به كذات واعية حرة مما يؤدي إلى الصراع والمواجهة و المغامرة بالحياة لينتهي هذا الصراع بتنازل احد الطرفين عن حريته وإرادته فيقبل حفاظا على حياته ليتحول إلى موضوع وشيء أي أداة فيكون عبدا أما الطرف الثاني يفضل الموت على التنازل عن حريته وإرادته فيكون سيدا أي وعيا خالصا وهذا ما يسبب هيجل جدلية العبد و السيد أما سارتر فيؤكد أن الغير ليس شيئا وموضوعا بل هو أنا آخر أي األنا الذي ليس أنا فوجوده شرط ضروري لوجود األنا فال يمكن لالنا أن يعي وجوده وقيمته إال من خالل الغير و بواسطته غير أن نظرة األنا للغير تحوله إلى موضوع وشيء ونفس الشيء بالنسبة لنظرة الغير لألنا مما يؤدي إلى عالقة صراع ومواجهة من خاللها يتمكن األنا من تحقيق حريته و التعالي على وجوده لكل هل معرفة الغير ممكنة ام مستحيلة يقينية ام تقريبية المحور الثاني معرفة الغير نص مالبرنش EMALABRANCHE السؤال الذي يجيب عنه النص هل يمكن لالنا معرفة الغير معرفة يقينية أطروحته يؤكد مالبرانش أن معرفة الغير من طرف األنا هي معرفة تخمينية تقريبية و ليست معرفة يقينية ألن األنا ال يستطيع أن تنفذ إلى أعماق الغير إل دراك حقيقة مشاعره وعواطفه و أحاسيسه وانفعاالته فهو يقوم بعملية إسقاط أي يسقط عليه ما يحس به ويشعر به انطالقا من مبدأ المماثلة وبذلك يخلص مالبرانش إلى أن معرفة األنا للغير تظل معرفة تقليدية احتمالية وليست يقينية البنية الحجاجية يوظف النص أسلوبا حجاجيا يعتمد على صيغتين صيغة العرض و التوضيح و االستدالل باألمثلة لكن هل معرفة الغير فعال مستحيلة أال يمكن أن تكون هناك معرفة يقينية ممكنة انطالقا من التواصل معه ومشاركته للوجدانية

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik نص ميرلوبونتي اإلشكال الذي يجيب عنه النص هل يمكن لالنا معرفة الغير من خالل التواصل معه ومشاركته وجدانيا وعاطفيا أطروحة النص يؤكد ميرلوبونتي خالفا لمالبرنش أن معرفة األنا للغير ممكنة وليست مستحيلة فكل منهما يمتلك جسدا ووعيا ويتقاسما الوجود في نفس العالم مما يفرض على كل منهما االعتراف باآلخر و التواصل معه ولعل اكبر دليل على هذا التواصل هو اللغة وبذلك يستطيع كل طرف منهما أن ينفذ إلى أعماق اآلخر ويشاركه عاطفيا ووجدانيا وهكذا تصبح معرفة األنا للغير ممكنة وليست مستحيلة يقينية وليست تخمينية و أن العالقة معه ليست دائما عالقة صراع ونفي وعذاب بل قد تكون أيضا عالقة اعتراف وتواصل وصداقة مما يجعل هذه العالقة غنية ومتعددة فما هي إشكال هذه العالقة إذن وما هي األسس التي تقوم عليها

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik المحور الثالث العالقة مع الغير هل عالقة تكامل وتواصل أم عالقة صراع وتنافر نص أرسطو اإلشكال هل يمكن للعالقة بين األنا و الغير أن تقوم عل أساس الصداقة وماهي أشكال و أنواع هذه الصداقة أطروحة النص يؤكد أرسطو أن الصداقة ضرورة بشرية ال يمكن االستغناء عنها ويصنفها إلى ثالثة أنواع صداقة المتعة وصداقة المنفعة وكالهما مجرد وسيلة لتحقيق المتعة أو المنفعة مما يجعل هذا النوع من الصداقة صداقة زائفة زائلة فهي تزول بزوال المتعة و المنفعة أما النوع الثالث فهي صداقة الفضيلة وهي الصداقة الحقيقية ألنها غاية في حد ذاتها ألنها تؤسس على محبة اآلخر لذاته مما يجعلها صداقة مبنية على الفضيلة و المحبة و الوفاء وهي صداقة دائمة مستمرة ألنها غاية وليست وسيلة إال أنها ناذرة فلو كانت شائعة بين الناس الستغنوا عن القوانين و التشريعات لما يترتب عنها من عالقة أساسها المحبة و االعتراف المتبادل و االحترام فإلى أي حد يمكن للعالقة مع الغير أن تتأسس على المحبة و االعتراف المتبادل و التضحية ونكران الذات

سحابة تخزينية تعليمية اجتماعية wwwbacdocma إعداد طارق حسين للمزيد من الدروس wwwbacdocmaTarik نص اوغست كونت اإلشكال الذي يجيب عنه النص إلى أي حد يمكن أن تقوم العالقة بين األنا و الغير على نكران الذات والتضحية و الغيرية أطروحة النص يؤكد اوغست كونت أن العالقة مع الغير إذا تأسست على الغيرية ونكران الذات و التضحية من اجل الغير فإن ذلك يؤدي إلى ترسيخ مشاعر التعاطف و المحبة بين الناس فتحقق اإلنسانية غاياتها الكبرى وهي نشر قيم العقل و العلم و التضامن و االستقرار مما سيسمح بتطوير الوجود البشري فالغيرية فضيلة أخالقية وقيمة مثلى يتجاوز فيها اإلنسان أنانيته وذاتيته وينتصر على غريزته فيحيى من أجل غيره وبذلك تنشأ بين األنا و الغير عالقة نبيلة تقوم على نكران الذات و التضحية استنتاج إذا كان أرسطو يؤكد أن الصداقة ضرورة بشرية ال يمكن االستغناء عنها ألي كان كيفما كان فاإلنسان في حاجة ماسة إلى صديق يشاركه أحزانه و أفراحه وإذا كانت الصداقة الحقيقية هي الصداقة المبنية على المحبة المتبادلة وعلى الفضيلة األخالقية مما يجعلها غاية وليست مجرد وسيلة لتحقيق المنفعة أو المصلحة مما يجعل هذه الصداقة تساهم في نشر القيم األخالقية السامية بين األفراد فإن اوغست كونت يؤكد أن اإلنسانية تقوم على الغيرية وتجاوز ذاتيته ونكرانها من اجل التضحية من اجل الغير وبذلك فالعالقة مع الغير ليست مجرد عالقة صراع ومواجهة ونفي وتنافر بل قد تقوم كذلك على االعتراف المتبادل و التواصل و االحترام و الصداقة بل و التضحية من اجل اآلخر مما يجعل العالقة مع الغير متعددة األبعاد متنوعة ومختلفة وغنية ال يمكن اختزالهما في شكل دون آخر ألن اإلنسان ظاهرة متعددة األبعاد مصطلحات فلسفية نيكوالس مالبرانش فيلسوف فرنسي من إتباع العقالنية الديكارتية 836 م رجل ال هوت وفلسفته من مؤلفاته البحث عن الحقيقي تأمالت الغيرية تميل نحو الغير وتضحية بالمصلحة الشخصية من اجله فهي نكران الذات و اإليثار األنانية و الذاتية ALTRMISM