دروس ملخصة لروتين الشعر الحديث واللص والكلاب
ظاهرة الشعر الحديث اللص و الكالب وينقل لنا الكاتب أمكنة متناقضة البعض منها يوحي بالغنى والثراء كڤيال رءوف علوان الغاصة باألشياء الثمينة والبعض اآلخر يوحي بالفقر والفاقة والخصاص كشقة نور و يالحظ أن الكاتب لم يفصل كثيرا في وصف شخصياته وأماكنه وأشيائه بل اكتفى بفقرات موجزة ومقاطع موحية و يالحظ أن الزمن السردي في الرواية زمن صاعد خطي ينطلق من حاضر الخروج من السجن إلى مستقبل االستسالم والموت بيد أن هذا الزمن ينحرف تارة إلى الماضي السترجاعه فالش باك أو إلى المستقبل من أجل استشرافه و يزاوج الكاتب على مستوى اإليقاع بين السرعة والبطءويتجلى إيقاع السرعة في الحذف والتلخيص أما إيقاع البطء فيكمن في الوقفة الوصفية والمشاهد الدرامية وبهذا تتخذ الرواية طابعا سينمائيا حركيا ألن المتن الروائي كتب بطريقة السيناريو القابل للتشخيص السينمائي واإلخراج الفيلمي الدرامي وفعال فقد تم إخراج هذا الفيلم سينمائيا منذ سنوات مضت في مصر نظرا لتوفر الرواية على لقطات بصرية وحركية تستطيع جذب المتفرج وعلى مستوى الصياغة األسلوبية وظف نجيب محفوظ في روايته عدة أساليب سردية لنقل األحداث والتعبير عن مواقف الشخصيات ولقد أكثر من السرد ليقترب من الواقع أكثر لمحاكاته وتسجيله وتشخيصه بطريقة تراجيدية وفي نفس الوقت يلتجئ إلى الحوار قصد معرفة تصورات الشخصيات وتناقض مواقفها اإليديولوجية كما التجأ أيضاإلى المنولوج للتعبير عن صراع الشخصيات وتمزقاتها الداخلية ذهنيا ونفسياويحضر أسلوب سردي آخر يسمى باألسلوب غير المباشر الحر الذي يختلط فيه كالم السارد مع كالم الشخصية وهو كثير بين ثنايا الرواية وعلى الرغم من كل هذه األساليب فإن السرد يبقى هو المهيمن على غرار الروايات الواقعية والوجودية كما استعان الكاتب بالوصف أثناء تقديم الشخصيات واألمكنة واألشياء والوسائل وتحيين المشاهد الدرامية وتمتاز لغة نجيب محفوظ بكونها لغة واقعية تصويرية تستند إلى تسجيل المرجع وتمويهه بلغة تتداخل فيها الفصحى والعامية المصرية ليقترب أكثر من خصوبة الواقع العربي المصري لذالك استعمل الكاتب تعابير العامية المصرية وأساليبها وألفاظها وصيغها المسكوكة كما استعمل قواميس تدل على حقول داللية مثل حقل األثاث وحقل الطبيعة وحقل الدين والتصوف وحقل الصحافة واإلعالم وحقل السلطة والجريمة وحقل الوجود و العبث وحقل القيم وحقل المجتمع وحقل السياسة وعلى الرغم من استخدام اللغة الطبيعية الواقعية المباشرة التي تنبني على الخاصية التقريرية الجافة الخالية من كل محسن بالغي وشاعري إال أن الكاتب يوظف في بعض األحيان تعابير قائمة على المشابهة التشبيه واالستعارة والمجاورة المجاز المرسل والكناية واستعمال الرموز اللصوص والكالب لتشخيص األحداث والمواقف وتجسيدها ذهنيا وجماليا وعلى الرغم من كالسيكية بناء الرواية فقد استفاد نجيب محفوظ من تقنيات الرواية الجديدة ومن آليات الرواية المنولوجية وتيار الوعي أثناء استعمال الحوار الداخلي واالرتداد إلى الخلف واستشراف المستقبل وتوظيف األسلوب غير المباشر الحر كما استفاد كثيرا من الرواية الواقعية في تجسيد الواقعية االنتقادية ذات المالمح االجتماعية والسياسية عبث الحياة وقلق اإلنسان في هذا الوجود الذي تنحط فيه القيم األصيلة وتعلو فيه القيم المنحطة الجزء األول يعتبر نجيب محفوظ من أهم الروائيين العرب الذين أرسوا دعائم الرواية العربية تجنيسا وتجريبا وتأصيال وقد تميز نجيب محفوظ بتعدد أشكاله السردية وتعدد المواضيع والقضايا التي تناولها في إطار رؤى فلسفية مختلفة في تصوير مصر و تشخيص فضاء القاهرة وبذلك يكون نجيب محفوظ الناطق المعبر عن مجتمع مصر وتاريخها ومن أهم الروايات التي أنتجها نجيب محفوظ روايةquot اللص والكالبquot التي اتخذت طابعا رمزيا وذهنيا على مستوى المقصدية المرجعية والرسالة الفنية رواية quotاللص والكالب quotتقوم علي خط الصراع األساسي بين quotاللص والكالبquot أو سعيد مهران والمجتمع وهذا الخط يلعب دور العمود الفقري الذي يربط فصول الرواية منذ أول سطر إلي آخر سطر فيها فال يتكلف نجيب محفوظ مقدمات لتقديم شخصياته ولكنه يدفع بالقارئ فورا إلي الموقف األساسي في الرواية ويمكن للقارئ أن يضع يده علي الخيط األول وبذلك ال يحس بأنه يوجد هناك حاجز بينه وبين العمل الفني وتبدأ الوضعية األولية مع الفصول األربعة األولى إذ يسجل الفصل األول خروج سعيد مهران من السجن بعد أربع سنوات قضاها فيه ويتوجه إلى الحي الذي كان يقطنه ويجتمع سعيد مع عليش بحضور المخبر وبعض الجيران لمناقشة مطالبته بابنته وماله وكتبهإال أن عليش ينكر وجود المال ويرفض تسليم البنت بدون محكمة ويعطيه ما تبقى من الكتب وأمام هذا الوضع المخيب آلماله يبدأ سعيد مع الفصل الثاني التخطيط لمرحلة ما بعد السجن حيث توجه إلى طريق الجبل لمقابلة الشيخ صديق والده محاوال إقناعه بقبول ضيافته إلى أن يحقق االنتقام من زوجته الخائنة وعليش الغادر رافضا محاولة الشيخ تنيه عن قرار االنتقام بالتركيز في حواره على القيم الروحية المبنية على اإليمان وبعد قضاء سعيد أول ليلته في ضيافة الشيخ علي جنيدي يبدأ سعيد مع الفصل الثالث خطوة تالية يتوجه فيها صوب صديق الطفولة الصحفي رءوف حيث انتظره قرب البيت بعدما فشل في مقابلته بمقر جريدة quotالزهرةquot وتبادال ذكريات الماضي على مائدة الطعام وقد انزعج رءوف من تلميحات سعيد التي تنتقد ما عليه من جاه ومكانة اجتماعية فانتهى اللقاء بتأكيد رءوف على أنه أول وآخر لقاء له مع سعيد مما جعل سعيد يستكمل في الفصل الرابع شريط الخيانة التي تلقاها من أقرب الناس إليه عليش صبيه الذي بلغ عنه الشرطة للتخلص منه واإلنفراد بغنيمة الزوجة والمال و نبوية الزوجة التي خانته بتواطئ مع صبيه عليشثم رءوف االنتهازي الذي زرع فيه مبادئ التمرد وتنكر هو لها فكان كل ذلك دافعا قويا التخاذ قرار االنتقام والبداية برءوف أقرب فرصة مناسبة إال أن رءوف كان يتوقع عودته ونصب له كمينا أوقع به ليطرده من البيت خائبا وتبدأ سيرورة الحدث مع الفصل الخامس بتوجه سعيد إلى المقهى حيث يتجمع أصدقاء األمسومده صاحب المقهى quotطرزانquot بالمسدس الذي طلبه وكان الحظ في صفه هذه المرة عندما التقى ب quotنورquot التي خططت معه للتغرير بأحد رواد الدعارة وسرقة سيارته ويصور الفصل السادس تفاصيل نجاح الخطة التي رسمتها ريم لإليقاع بغريمها وتمكن سعيد من السطو على السيارة والنقود ويشرع سعيد مع الفصل السابع في تنفيذ ما عزم عليه من انتقام وكانت البداية بمنزل عليش الذي اقتحمه ليال و باغث صاحبه بطلقة نارية أردته قتيال وتعمد التغاضي عن الزوجة لرعاية ابنته سناءثم هرب سعيد من مسرح الجريمة بعدما تأكد من نجاح مهمته إال أن الفصل الثامن ينقل لنا المفاجأة إذ بعد تنفيذ الجريمةلجأ سعيد إلى بيت الشيخ رجب فجرا واستسلم لنوم عميق امتد حتى العصر فاستيقظ على حلم مزعج يتداخل فيه الواقع بالخيال ويصله خبر وقوع جريمة ضحيتها رجل بريء يدعى شعبان حسنفكان خبر فشل محاولته مخيبا يندر ببداية المتاعب والمصاعبفهرب سعيد إلى الجبل تفاديا لمطاردة الشرطة وهذا الحادث الطارئ أزم وضعية سعيد مما جعله مع الفصل التاسع يغير خطة عمله بالتوجه إلى نوروقد استحسن مكان إقامتها المناسب الختفائه عن أعين الشرطة ورحبت نور برغبة سعيد في اإلقامة عندها مدة طويلة وأبان سعيد عبر الفصل العاشر عن ارتياحه بإقامته الجديدة وكان خروج نور وبقائه وحيدا في البيت فرصة السترجاع ذكريات تعرفه على نبوية وزواجهما الذي أثمر البنت سناء ثم التوقف عند غدر عليش وخيانة نبويةليعود إلى واقعه مع نور التي جاءته بالطعام والجرائد التي ال زالت مهتمة بتفاصيل جريمة سعيد مع إسهاب رءوف في تهويل وتضخيم صورة سعيد المجرم الذي تحول إلى سفاك الدماءفطلب سعيد من نور شراء قماش يناسب بذلة ضابط إلعداد الخطة انتقامية جديدة ويعود سعيد مع الفصل الحادي عشر إلى الذكريات التي تنسيه عزلته في البيت عندما تغيب نور مسترجعا تفاصيل طفولته المتواضعة مع والده البوابوكيف تأثر بتربية الشيخ علي الجنيدي الروحيةوإعجابه بشهامة رءوف الذي زرع فيه مبادئ التمرد وشجعه على سرقة األغنياء كحق مشروع وتأتي نور لتقطع شريط الذكريات وهي منهكة من ضرب مبرح تلقته من زبنائهامع محاولة سعيد الرفع من معنوياتها المنهارة والتخفيف من آالمها ومع الفصل الثاني عشر يكون سعيد قد أكمل خياطة بذلة الضابط مما زاد تخوف نور من ضياع سعيد مرة أخرى خاصة وأن الصحافة ال زالت منشغلة بجريمته األولى والشرطة تشدد الخناق عليه فحذره طرزان من التردد على المقهى التي تخضع لمراقبة المخبرين ويبدأ تأزم العقدة مع الفصل الثالث عشر عندما عاود سعيد زيارة طرزان الذي اخبره بتواجد المعلم بياضة لعقد صفقةفاعترض سعيد المعلم بياضة لمعرفة مكان عليش إال أنه أخلى سبيله بعد الفشل في جمع معلومات منه تفيد في معرفة مكان عليش وهو األمر الذي جعله يغير وجهة االنتقام إلى رءوف ليشرع مع الفصل الرابع عشر في تنفيذ خطته بارتداء بذلة الضايط التنكرية والتوجه نحو بيت رءوف حيث باغته وهو يهم بالخروج من السيارةليفر سعيد بعد تبادل إطالق النار مع عناصر الشرطةوتعود نور للبيت متخوفة من ضياع سعيد بعد تداول خبر تعرض رءوف لمحاولة اغتيال وجاء الفصل الخامس عشر يحمل أخبار إخفاق سعيد في قتل رءوف وسقوط البواب ضحية جديدة لخطأ سعيد فكانت خيبته كبيرة ولم تزده إال إصرارا على معاودة المحاولة مهما كلفه ذلك من ثمن ومع الفصل السادس عشر تبدأ الوضعية النهائية وتظهر النتيجة من خالل تطورات مفاجئة تسير عكس طموحات سعيد أولها غياب نور المفاجئو طرزان الذي زوده باألكل وحذره من المخبرين الذين يتربصون بالمقهىوتبدأ النهاية في االقتراب مع الفصل السابع عشر عندما تأتي صاحبة بيت نور تهدد باإلفراغ فأصبح البيت يشكل خطرا عليه فقرر الهروب إلى طريق الجبل عند الشيخ علي حيث ستكون النهاية مع الفصل الثامن عشر عندما يستيقظ سعيد من نوم عميق فيجد المنطقة محاصرة بالشرطة ويتحصن بالمقبرة حيث كانت نهايته بعد مقاومة يائسة الجزء الثاني من خالل هذه المضامين يتبين أن القوى الفاعلة هي صانعة الحدث وأول هذه القوى الشخصيات والبداية كانت مع سعيد مهران بطل الرواية ضحية مؤامرة الغدر والخيانة خرج من السجن ليثأر من الكالب بدأ في تنفيذ ما عزم عليه من انتقام وثأر محتميا مع كل واقعة بنور حتى تهدأ العاصفة ويسترجع أنفاسهويتحرك من جديد مع جريمة ثانية إال أن الفشل كان يالحقه في كل مرة فيفقد التركيز والقدرة على التحرك بحرية مما عجل بنهايته ويعتبر عليش صبي سعيد بطل المؤامرة أوقع بسعيد في السجن ليظفر بالمال ونبوية الزوجة الخائنة التي تواطأت مع عليش للتخلص من سعيدأما رءوف صديق سعيد الذي زرع فيه مبادئ التمرد على المجتمع والطبقية وتنكر لها ولصديقه تحول إلى عامل معاكس حرض الرأي العام وشدد الخناق على سعيد بمقاالته الصحفية المبالغة في تضخيم الحدث ويصبح عامل موضوع عندما أصبح مستهدفا في عملية االنتقام ليزداد قوة كعامل معاكس أحبط خطة سعيد وأزم وضعيته وتتوزع باقي الشخصيات بين شخصيات معارضة كالمخبر الذي لعب دور الوسيط بين سعيد وعليش ويقدم الدعم والحماية القانونية لعليشو سكان الحارة ويرى فيهم سعيد امتدادا للخيانة والغدر بقبولهم التعايش مع عليش وخاصة المعلم بياضة أما الشخصيات المساعدة فنجد طرزان صاحب المقهى يمد سعيد بمساعدات تعينه على متابعة مخططه االنتقاميو نور امرأة تمتهن الدعارة وتقدم الدعم والعون لسعيد إلى حد المخاطرة بحياتها فكانت عامال مساعدا تمثل الخالص اآلمن لسعيد قبل أن تصبح عامال معاكسا بغيابها الذي عجل بنهاية سعيد كما نجد الشيخ على الجنيدي صديق والد سعيد ويمثل الجانب الروحي الغائب عن سعيد فأصبح مالذا لسعيد كلما ضاقت به السبل وهناك شخصيات عارضة وضعتها الصدفة في طريق سعيد ولم تسلم من شره كصاحب السيارة غنيمة عرضية مكن سعيد من انجاز خطته االنتقامية بكل سهولةو شعبان حسن ثم البواب ضحية تقديرات سعيد الخاطئة في حين يبقى رجال الشرطة عامال معاكسا ضيق الخناق على سعيد إلى حد القضاء عليه وكانت المواقع هي المجال الذي تستثمر فيه الشخصيات الحدث والبداية من ميدان القلعة الحي الذي كان يقطنه سعيد منه دبرت مؤامرة سجنه وإليه عاد لالنتقاموهو مسرح أول جريمة يقترفها ويعتبر طريق الجبل مأوى سعيد يلجأ إليه كلما ضاقت به السبل وعز األصحاب كما مكنه من التخفي بعيدا عن أعين الشرطة و بيت رءوف يعتبر شاهدا على تبدل القيم وأول نقطة يباشر منها سعيد انتقامه وهو أيضا مسرح الجريمة الثانية الفاشلةوهناك مواقع مساعدة كالمقهى الذي يمثل السند والحماية الخلفية لسعيد و بيت نور عامل مساعد أيضا مكن سعيد من الشعور باألمان ومتابعة تطورات جريمته عن بعد قبل أن يتحول إلى مصدر تهديد لسعيد عند غياب نور المفاجئ وتمثل المقبرة النهاية الحتمية ألخطاء سعيد الطائشة من هنا كانت الوقائع كلها تتمركز حول أطوار عملية االنتقام التي باشرها سعيد بعد خروجه من السجن حيث تكونت لديه معطيات مقنعة لتبرير عملياته االنتقامية والبداية كانت مع صديقه رءوف الذي أحبط محاولته ليشرع سعيد في مباشرة خطة االنتقام بطريقة عملية ومدروسةإال أن الفشل كان حليفه مرة أخرىليعاود عملية انتقامية جديدة صوبت نحو رءوف وكانت ناجحة على مستوى اإلعداد وفشلت بفعل التسرع والتهور فضيق سعيد الخناق على نفسه حيث تمت محاصرته من كل الجوانب والقضاء عليه دون أن يظفر بشيء مما كان يخطط له ففصول الرواية بكل تجلياتها تضعنا أمام وضع اجتماعي منحرف يجمع بين الجريمة وفساد القيم مع ما توفره السلطة من حماية وتغطية تزيد من قوة المفسدين الكبار إضافة إلى ما تكشف عنه الدعارة من مآسي إنسانية كارثيه و تجارة السالح التي تغذي عنصر الجريمة وما يتنج عنها من ضحايا أبرياء ال عالقة لهم بالصراع وأمام هذا الغليان االجتماعي ال يمكن إال أن نجد بعدا نفسيا يطبعه التوتر والتوجس كقاسم مشترك بين كل الشخصيات وإن اختلفت األسباب والدوافع وقد تطور إلى الغضب والحقد والرغبة في االنتقام في سادية واضحة تغمر سعيد وهو يقبل على االنتقام أو رءوف وهو يتلذذ بمطاردة سعيد للتخلص منه لتكون النهاية مثخنة باإلحباط والندم ثم الموتبعد مشوار طويل من القلق واالضطراب والضياع ونجيب محفوظ كان بارعا في نقل فصول وأطوار العملية االنتقامية التي كرس لها سعيد كل جهوده حيث أخضع الرواية لبناء محكم يبدأ بالوضعية األوليةثم سيرورة الحدث وتطوراته وانتهاء بالوضعية النهائية التي تضعنا أمام نهاية الحدث والنتيجة التي آل إليها سعيد مهران ويستند الكاتب في نقل تفاصيل رواية quotاللص والكالبquot إلى الرؤية من الخلف واستعمال ضمير الغائب والسارد المحايد الموضوعي الذي ال يشارك في القصة كما في الرؤية من الداخل بل يقف محايدا من األحداث يصف ويسرد الوقائع بكل موضوعية فهو يملك معرفة مطلقة عن الشخصيات ويعرف كل شيء عن شخصياته المرصودة داخل المتن الروائي خارجيا ونفسيا ومن وظائف السارد في الرواية السرد والحكي وهذه هي الوظيفة األساسية للسارد إضافة إلى وظيفة التنسيق بين الشخصيات ووظيفة الوصف من خالل تشخيص الشخصيات ووصف األمكنة واألشياء ووظيفة النقد التي تتجلى في نقد الواقع وتشخيص عيوبه ومساوئه الكثيرة والسيما تفاوته االجتماعي والطبقي وهذا ما جعل الوصف ينصب على األشخاص واألمكنة واألشياء والوسائل وله وظائف جمالية وداللية وتوضيحية تفسيرية ويقوم الوصف بتمثيل الموجود مسبقا ومحاكاته من أجل اإليهام بوجوده الحقيقي والمرجعي اإليهام بالواقعية ويهتم الوصف في الرواية الواقعية بتحديد المجال العام الذي يتحرك فيه األبطال ويعني هذا أن الوصف يستخدم في تحديد الخطوط العريضة لديكور الرواية ثم إليضاح بعض العناصر التي تتميز بشيء من األهمية ومن العناصر التي تم التركيز عليها وصفا وتشخيصا وتجسيدا تصوير الشخصيات فيزيولوجيا واجتماعيا وأخالقيا ونفسانيا كوصف سناء التي أثارت أباها سعيد مهران بوجودها الرائع ويصف الكاتب رءوف علوان ساخرا من مبادئه الزائفة وثورته الواهمة التي ذهب ضحيتها كثير من األبرياء والفقراء ووصف عليش سدرة و زوجته نبوية وخليلة سعيد نور في عدة مواضع من الرواية عبر مستويات خارجية واجتماعية وأخالقية ونفسية تكشف لنا انتهازية عليش وخيانة رءوف علوان ومكر نبوية واستهتار نور وصفاء الشيخ الجنيدي ونكران سناء ألبيها الخارج من السجن quot ظاهرة الشعر الحديث quot دراسة نقدية تتبعت مسار تطور الشعر العربي الحديث والبحث في العوامل التي جعلت الشاعر ينتقل من مرحلة اإلحياء والذات إلى مرحلة التحرر من قيود التقليد مع رصد العوامل والتجارب التي غذت التجديد في الشعر العربي على مستوى المضمون من خالل تجربة الغربة والضياع وتجربة الموت والحياة مع ما تتميز به كل تجربة من مظاهر وخصوصيات وعلى مستوى الشكل والبناء الفني من خالل اللغة والسياق وآليات التعبير وخاصة الصورة الشعرية واألسس الموسيقية فيبدأ الفصل األول بتتبع التطور التدريجي في الشعر الحديث ويبين من خالل المدخل الشروط الالزمة لتحقيق التطور والتي حصر أهمها في االحتكاك الفكري بالثقافات واآلداب األجنبية وشرط التوفر على قدر من الحرية حيث أن شرط االحتكاك الفكري في الشعر العربي تحقق منذ العصر العباسي واألندلسي إلى العصر الحديث وانتهى إلى التخلص من التقليد والعودة إلى التجربة الذاتية في حين أن شرط الحرية في الشعر العربي ظل محدودا مما ضيق مجال التطور في الشعر العربيوقد لخص أهم أسباب غياب الحرية في هيمنة علماء اللغة على النقد األدبيوالتقيد بنهج القصيدة التقليديةإلى أن جاءت نكبة فلسطين التي زعزعت الوجود العربي التقليدي وفسحت مجاال واسعا للحرية فظهرت حركتان تجديديتان في الشعر العربي الحديثحركة اعتمدت التطور التدريجي في مواجهة الوجود العربي التقليديوحركت ظهرت بعد انهيار الوجود العربي التقليدي وكان التجديد عندها قويا وعنيفا يجمع بين التفتح على المفاهيم الشعرية الغربية والثورة على األشكال الشعرية القديمة ليستنتج من هذه التحوالت العوامل العامة التي كانت وراء بلورة حركة التجديد وحصرها في عوامل تاريخية وتتمثل في امتداد الرغبة في التطوير عبر العصورو اتساع مجال التفتح على ثقافات األمم األخرى عوامل فكرية وتتمثل في التشبع بالمفاهيم الشعرية الغربيةكعامل مؤيدوهيمنة علماء اللغة على النقد العربي عامل معارض عوامل سياسيةغياب الحرية فرض وثيرة التدرج في تطور الشعر العربيعامل معارضو نكبة فلسطين شجعت على التحرر والثورةعامل مؤيد عوامل اجتماعية التشبث بالوجود العربي التقليدي المحافظعامل معارضو انهيار عامل الثقة في الوجود العربي التقليدي عامل مؤيد لينتقل بعد ذلك في القسم األول من الفصل األول إلى البحث في العوامل التي أثمرت التجربة الذاتية وأولها انهيار تجربة البعث واإلحياء والتي كان لها الفضل في نفض رواسب عصور االنحطاط عن الشعر العربي وتوجه شعراء التيار اإلحيائي نحو القصيدة العربية في أوج ازدهارها ونضجها فكانت انطالقة التيار الذاتي مع مدرسة الديوان وتبلورت مع الرابطة القلمية وجماعة أبولو حيث أجمع شعراء جماعة الديوان على وحدة مفهوم الشعر quot إن الشعر وجدانquotوإن تباين مفهوم الوجدان بين العقاد وشكري والمازني فالعقاد يرى الوجدان مزاجا بين الشعور والفكر وغلب الطابع الفكري على شعرهوشكري يرى الوجدان تأمال في أعماق الذات بأبعادها الشعورية والالشعورية وأهمل العقلفي حين أن المازني يرى الوجدان تعبيرا عما تفيض به النفس من مشاعر والمعاني جزء من النفسوبذلك تكون مدرسة الديوان قد مهدت الطريق لالتجاه الرومانسي الذي بدأت تظهر بوادره مع تيار الرابطة القلمية التي كان عامل الهجرة والغربة جسدا وروحا ولسانا عامال محفزا لنشأتها فوحد الذات الفردية ألدباء المهجر من خالل نظرتهم للكون والحياة وشجع على الهروب إلى الطبيعة واالعتماد على الخيال واالستسالم إلى حد القطيعة مع الحياة وقد امتد اشعاع هذا التيار إلى داخل الوطن العربي مع جماعة أبولو فأصبحت ذات الشاعر مصدرا للتجربة الشعرية وهيمنتها على موضوع القصيدة إلى حد اإلفراط في الهروب إلى الطبيعة واإلغراق في الذات و اإلحساس بالحرمان والعجز إال أن إغراق التجربة في اجترار نفس الموضوعات الحب الملذات الفشلعجل بموت التيار الذاتي فجاءت نكبة فلسطين التي أخرجت الشاعر من قوقعة الذات إلى الحياة الجماعية تحدوه الرغبة في الخروج من دائرة التخلف وبناء الذات بعدما تشبع بالمفاهيم الشعرية الغربية ووعى الشاعر بمسؤوليته في المجتمع فجاء القسم الثاني من الفصل األول ليحدد معالم هذا الشكل الجديد فكانت البداية مع مصالحة الشاعر لذاته ومجتمعه مع ما تطلبه ذلك من تحوالت في القصيدة العربية سواء على مستوى اللغة وذلك باالنتقال من قوة ومتانة اللغة اإلحيائية إلى لغة سهلة ميسرة دون ابتذال وقد كانت عند عباس محمود العقاد لغة الشعر عنده أقرب من لغة الحديث ص37 أما إيليا أبو ماضي فلغة الشعر اتخذت شكال نثريا محضا ص 38 أو على مستوى الصورة إذ أصبحت للصورة الشعرية وظيفة بيانية تخص التجربة بدل الوظيفة التزيينية التي كانت عليها عند اإلحيائيين ص4041 وكان االهتمام بالوحدة العضوية واضحا عند أنصار الشكل الجديد عبر الربط بين األحاسيس واألفكار مما جعل القصيدة كائنا واحدا وحدة الفكرة ووحدة العاطفة وتسلسل األفكار في إطار الموضوع الواحد وقد نتج عن الربط بين المضمون والشكل الفني ربط القافية والوزن باألفكار والعواطف الجزئيةفتولد عن ذلك انسجام القافية مع عواطف الشاعر تتبدل بتبدلها ص 46 إال أن هذا التوجه الجديد لقي مواجهة عنيفة تتمثل في رفض الخروج عن اللغة العربية األصيلة والتشبث بالقافية العربية مما حد من وثيرة التجديد وجعله يتوقف عند المستوى الذي وصل إليهص49إضافة إلى عوامل داخلية عجلت بنهاية التجربة الذاتيةفعلى مستوى المضمون نجد انحدار الشعراء إلى البكاء واألنين إلى حد الضعف أما على مستوى الشكل فيتمثل في الفشل في وضع مقومات خاصة بالتجربة الذاتية وقد جاء الفصل الثاني ليضع تجربة الشكل الجديد للشعر العربي تحت المجهر ويقرب لنا مواضيعه وتجاربه وافتحاصها من الداخل والبداية كانت مع تجربة الغربة والضياع التي كانت عامال من عوامل التحول ساهمت في ترسيخها نكبة فلسطين 1948 التي زعزعت الثقة بالموروث العربي القديم ص56 فاستغل الشاعر الفرصة للتحرر من سلطة الشعر التقليدي ص56 وينخرط في التخطيط والتدبير بدل التفرج واالجترار وقد جعله تنوع مصادر ثقافته بين العربية والغربية في مستوى الحدث والتطلع عبر مساهمته في إنتاج الفكر والمواقف ص59معتمدا التاريخ والحضارة واألسطورة العالمية في التعبير عن هموم اإلنسان العربيص60 فقوة التحول في الشعر الحديث كانت بحجم قوة النكبةص 62وارتباط وثيرة التجديد في شكل القصيدة بتواصل النكبات حتى أصبح عدم التوقف عند شكل محدد عالمة صحية تضمن استمرار التطور والتجديد يضاف إلى ذلك تأثر الشاعر بأعمال بعض الشعراء الغربيين وببعض الروائيين والمسرحيين الوجوديين فعرفت الغربة عدة مظاهر في تجربة الشعر الحديث 1 الغربة في الكون فقدان األرض والهوية وما صاحبها من ذل وهوان 2 الغربة في المدينة مسخ المدينة وطمس هويتها مع الغزو الغربي عمق غربة الشاعر في وطنه 3 الغربة في الحب فشل التعايش وتحقيق السكينة حول الحب إلى عداوة قاتلة ص76 4 الغربة في الكلمة عجز الكلمة عن احتواء أزمة الشاعر ومعاكستها لرغبته كما اعتمد الشاعر عدة آليات للتعبير عن هذه الغربة كتوظيف الرمز واألسطورة بكثافة الختزال تجربة الغربة والضياعص88 إلى حد إقرار الشاعر بحقيقة الموت موت األمة وموت الكلمة ص91 مع السعي إلى الخروج من الضياع نحو اليقظة والبعث إال أن التجاذب بين أمل البعث وخيبة اإلخفاق هيأ لدخول الشاعر في تجربة جديدة هي تجربة الموت والحياة نتتبع أطوارها مع الفصل الثالث حيث يتجاوز الشاعر مرحلة الغربة والضياع نحو الموت المفضي إلى البعثفتم ربط نجاح تجربة الشاعر بمدى إيمانه بجدلية الموت والحياة واعتبار الشاعر الحقيقي هو من يواجه الموت بكل قواه كمعبر إلى الحياةواعتبر الشعراء أن تجربة الغربة مشدودة إلى الحاضر بينما تجربة الموت والحياة مشدودة إلى المستقبل فتحول الشاعر إلى مصدر الحكمة والتوجيه والحياة المتجددة مع التركيز على الرمز واألسطورة بمختلف مصادرها لنقل تجربته فالشاعر علي أحمد سعيد أدونيس يرى أن التحول يمر عبر الحياة والموت و ربط الشاعر باألمة فالتجربة quotالتقت فيها ذات الشاعر بذات أمته العربية quot ص 118 وقد اعتماد الشاعر أدونيس على أسطورة الفنيق ومهيار لتأكيد امكانية الموت والبعث أما الشاعر خليل حاوي فقد خض معاناة الحياة والموت عندما يرفض التحول ويقيم مقامه مبدأ المعاناة معاناة الموت و معاناة البعث إال أن الشاعر يئس من البعث أمام التفسخ الذي يثمر الموت فاعتمد على أسطورة تموز للداللة على الخراب والدمار وإمكانية البعث مع العنقاءليقر بالبعث في النهاية ويحصره في األجيال الجديدة وقد ربط الفشل في تحقيق البعث بتشبث اإلنسان العربي بالتقاليد وتحقيق البعث مرهون بالقضاء على هذه التقاليد ص 144 ويرى أن معاكسة الزمن لطموحه كان سببا في فشله ص 146 أما الشاعر بدر شاكر السياب فتبنى طبيعة الفداء في الموت ويرى أن الخالص ال يكون إال بالموت فالموت شرط البعث وربط بعث األمة بموت الفرد و موت العدو ال يثمر بعثا بينما الشاعر عبد الوهاب البياتي فقد تأرجح بين جدلية األمل واليأسفيرى أن جدلية الموت والحياة من شأنها أن تخلق الشاعر الثوري ص 170وقد مرت تجربة الشاعر بثالث منحنيات ص 171 المنحنى األول انتصار ساحق للحياة على الموت منحنى األملموت المناضل انتصار للحياة المنحنى الثاني التساوي بين الحياة والموت منحنى االنتظاريبدأ بخط الحياة وينتهي بخط الموت المنحنى الثالث انتصار الموت على الحياة منحنى الشك الشك في الحقائق والوقائع والبعث الزائف وينتهي الكاتب في خاتمة الفصل إلى استخالص آثار التجربة على الشاعر العربي أهمها اشتراك الشعراء في اإلحساس بمعنى الحياة والموت وحلول ذات الشاعر في ذات الجماعة كموقف موحد إال أن عدم اهتمام المسؤولين بتنبؤات الشعراء كان وراء النكسة رغم قيام الشاعر بالمهام المنوطة به في كشف الواقع و استشراف المستقبل إضافة إلى أسباب أخرى ساهمت في عجز الشاعر عن التواصل مع الجمهور منها عامل ديني قومي الشك في التيار الشعري من أن يكون يحاول تشويه الشخصية الدينية القومية عامل ثقافي التشبث بالشعر القديم ورفض التجديد عامل سياسي خوف الحكام من المضامين الثورية ومحاربتهم الشعراء المحدثين عامل تقني الوسائل الفنية المستحدثة حالت بين الشاعر والمتلقي وجاء الفصل اللرابع ليطرح الشكل الجديد المتمثل في الشعر الحديث الذي تجاوز التصوير إلى الكشف عن واقع الشاعر النفسي واالجتماعي والحضاري واستشراف المستقبل و ساهمت الوسائل الفنية في توضيح القيمة الفكرية ومدها بالقيم الجمالية حيث تحول الشاعر عن الوسائل التقليدية لعدم مناسبتها حياته المتغيرة في مضمونها وإطارها ص196وربط أدوات تعبيره ووسائله الفنية باللحظة التي يحياها في طبيعتها الخاصة وهو ما يبرر تقارب الشعر الحديث في األسلوب وطريقة التعبير واستخدام الصور البيانية والرموز واألساطيروحدة التجربة تفرض وحدة الوسائل ص 198و ارتباط نمو الشكل بطبيعة التحول والتجربة ولم تسلم لغة الشعر الحديث من رياح التطوير فتدرجت اللغة في التطور وفي اتجاهات مختلفة حتى أصبح لكل شاعر لغته الخاصة فمنهم من فضل العبارة الفخمة والسبك المتين والمعجم التقليدي سيرا على نهج القدماء بدر شاكر السياب نموذجا ومنهم من انتقل إلى لغة الحديث اليومي كالشاعر أمل دنقل كم نجد من سعى إلى السمو باللغة إلى حد اإليحاء والغموض و شحن اللغة العادية بمعاني ودالالت جديدة بتحويلها إلى رمز وربطها بعالم الشاعر وهو ما جعل السياق اللغوي ينبع من الذات ليعود إليها أما بالنسبة للصورة الشعرية فقد عمد الشاعر الحديث إلى الحد من تسلط التراث على أخيلته وربطها بآفاق التجربة الذاتية و التخلص من الصورة الذاكرة إلى الصورة التجربةفأصبحت تتوزع الصورة بين مدلولها لذاتها ومدلولها في عالقتها بالصور األخرى ومدلولها في عالقتها بتجربة الشاعر و تطور األسس الموسيقية للشعر الحديث يمثل امتدادا طبيعيا لباقي التحوالت السالفة حيث اعتمد الشاعر الحديث على اإليقاع التقليدي والتجديد في داخله مع إخضاع الموسيقى لتجربة الشاعر في تطورها وتنوعها فكان التغيير في أسس الموسيقى الشعرية يعتمد التدرج في التغيير من خالل الزحافات والعلل و تطعيم موسيقى البحر بالتنغيم الداخلي مع ربط طول السطر الشعري بالنسق الشعوري والفكريو اقتصار الشعراء على بحور محدودة يتولد منها عدد جديد من التفعيالت ص 240 و خضوع القافية للمعاني الجزئية داخل القصيدة و تفتت نظام البيت جعل القافية تتعدد في أحرفها و تنوع بتنوع األضرب ارتباطا بالجملة الشعرية وفي خاتمة الفصل ينفي الكاتب مسؤولية الحداثة على الغموض في الشعر الحديث وربط الغموض بعنصر المفاجأة في الشعر الحديث
Med Kaddǿuri
أرسلت , عدلت .
- الملفات : الملفات.
- المستوى : الثانية باكالوريا.
- المادة : اللغة العربية.
كلمات مفتاحية :
دروس ملخصة لروتين الشعر الحديث واللص والكلاب المؤلفات
دروس ملخصة لروتين الشعر الحديث واللص والكلاب المؤلفات